كابتن طيار حاتم سيف
"نجاح رحلة الطيران كالسيفونية لها ترتيبات تعتمد على طاقم العمل وروح القائد"
الشغف وجودة التدريب أمر بالغ الأهمية لتصبح طيار.
ــــــــــــــــ
حوار أجرته ليلى سليم
ــــــــــ حاتم سيف كابتن طيار ومدرب طيران |
بعض الأطفال يقضون أوقاتهم في اللعب أو مشاهدة التلفزيون. لكن طفل صغير يعيش في جزيرة المنيل كان حلمه أن يهزم الجاذبية وأن يرتفع في الهواء مثل الطائر.
في بداية السبيعنات تعلق حاتم سيف بالطيران وعرف أنه شيء عظيم ، وأصبح شغفه الكبير تجربة الحرية المطلقة فوق السحاب.
يقولون أنه ولد ليكون طيارًا ، عندما كان في الرابعة شجعه والديه على قراءة الكتب المصورة التي تحكي الحكايات عن الطائرات.
حاتم: "ذهبت يومًا مع خالتي إلى مركز شباب المنيل ، هناك وجدت شباب يقومون بتصميم مجسم صغير للطائرات الخشبية ، وتعلمت كيف أبني طائرة شراعية خشبية بطول متر ونصف متر. ودخلت مسابقات عديدة محلية. وفي عام 1976 كان عمري تسع سنوات عندما فزت بالمركز المتقدم في مسابقة -الطائرات الشراعية المسحوبة بسلك - وحصلت على المركز الثالث على مستوى الجمهورية".
ــــــــــــ كابتن طيار حاتم سيف أثناء أحدى الطلعات التدريبية للهواة بطائرة Jyrocopter |
شعوره بالحماس أعطاه ثقافة عالية بالطيران ، ففي عمر الثالثة عشر ، كان جاهز للطيران المنفرد وانتظر حتى حصل على إستثناء من شرط السن القانوني للطيران. وفي عمر الخامسة عشر طار لوحده بدون مدرب في رحلة استطلاعية من مطار إمبابة.
حاتم: "كنت أصغر شخص يأخذ محاضرات نظرية بمقر نادي الطيران المصري بعمارة الإيموبيليا -وسط القاهرة- وحصلت على المركز الأول بين كل المتدربين الذين كانوا أكبر سنًا مني. في هذه اللحظة عرفت أني أريد أن أنقل شغفي بالطيران إلى مرحلة جديدة أريد أن أسافر من مطار لمطار ورؤية العالم من فوق السحاب".
بعد حصوله على الثانوية العامة قدم حاتم سيف أوراقه في كلية هندسة ، وانتظر لأكثر من عام حتى فتح معهد مصر للطيران باب القبول لدفعة جديدة من الطيارين.
وبعدها طلب من والده التحويل لمعهد الطيران المدني ، لكن والده شرط عليه إتمام دراسة الهندسة مع الطيران. وفي النهاية أصبح كابتن طيار ومدرب طيران على درجة عالية من الكفاءة.
ـــــــــــ كابتن طيار حاتم سيف |
كيف تعيش حياتك بين السماء والأرض؟
حاتم: "هذه الوظيفة الرائعة والممتعة والصعبة في نفس الوقت. يتحمل فيها الطيار ضغط نفسي فهو كل يوم في بلد وبعيد عن أسرته ، وعليه مسؤولية يجب أن يستعد لها من جميع النواحي. نحن نتلقى التدريب المستمر على أحدث التقنيات ولابد أن نكون على علم بالرياضيات والفيزياء بالإضافة إلى مهارات العمل والمهارات الإجتماعية".
حاتم: "أحيانا تفرض ظروف الطيران تحديات صعبة تتطلب قوة جسدية ونفسية للطيارين ، من أجل مواجهة جميع الظروف وأخذ القرار السليم في زمن قياسي ، فيجب أن يكون تفكيرك أسرع من الطائرة. حتى مع سنوات الخبرة المهنية في قمرة القيادة ، يخضع الطيار للاختبار كل 6 أشهر وعلى مدار حياته المهنية".
هل يمكن لأي شخص أن يكون طيار؟
حاتم: "نعم .. الشرط الأساسي لتكون طيار هو اجتياز كشف اللياقة البدنية الذي يجدد كل 6 شهور أو كل سنة على حسب الدولة. لكن في رأيي لتكون طيار: أن تمتلك الشغف وحب كبير لهذا المجال كي تتحمل صعوبة المهنة".
يتطلب الحصول على وظيفة طيار- أن يحمل المتقدمون شهادة (رخصة طيار تجاري - ورخصة طيران خط جوي). بجانب الكشف الطبي الذي يشمل كشف التوافق العضلي والعصبي ، وكشف هيئة والكشف النفسي. بالإضافة إلى اجتياز إختبارات الذكاء والمعلومات العامة.
يقول حاتم سيف: "يلي اجتياز كل الإختبارات السابقة وإلتحاق الطيار بشركة طيران. تدريب نظري وعملي شامل مع إختبارات عديدة لاحقة نظرية وعملية ، وإختبار الطيران التمثيلي ثم بدء التدريب الفعلي على الطائرة. بعدها يكون الطيار جاهز لرحلات الطيران المختلفة".
ما هي فرص المرأة في التدريب ثم الطيران باحتراف؟
حاتم: "أقوم بتدريب عدد لابأس به من الطيارين. وفرص المرأة مساوية تمامًا للرجل في هذا المجال ، طالما اجتازات جميع الإختبارات. وغالبًا ما يأتي الرجال لممارسة هذه الهواية ، وعددًا قليلاً من النساء اللاتي يقررن اتخاذ هذا المسار باحترافية".
مواقع التدريب
يمكن للمرء أن يتعلم الطيران كهواية بعد أن ينضم إلى فروع معهد الطيران المصري للرياضيات الجوية.
أما الطيران الاحترافي يكون داخل الأكاديمة المصرية للطيران بمطار 6 أكتوبر.
حاتم: "إذا اجتاز الطيار الهاوي المحاضرات النظرية ممكن أن يحلق منفردًا في غضون بضعة أسابيع إذا ما توفرت كل أسباب الطيران. أما بالنسبة للتدريب الإحترافي في أكاديمية الطيران المصرية عادة ما تتراوح مدة التدريب ما بين عام إلى عامان على حسب حالة الطقس يوم التدريب ومجهود المتدرب وإنتظامه في الدراسة النظرية".
ــــــــــــ كابتن طيار حاتم سيف يطير بطائرة Boeing 777 |