الدكتورة إيمان بيبرس: "التطورات الإجتماعية والقانون مترابطان ،
لكن يجب أن تتطور جنبًا إلى جنب مع الثقافة والتعليم."
ـــــــــــــــ
حوار أجرته ليلى سليم
المديرة الإقليمية بمنظمة أشوكا ، نائبة رئيس مجلس إدارة أشوكا العاليمة ومؤسسة ورئيسة جمعية نهوض وتنمية المرأة - الدكتورة إيمان بيبرس. |
جسدت الدكتورة إيمان بيبرس نضال النساء من أجل المساواة منذ الثمانيينات. سواء في النقاشات حول قانون الأسرة ، والفقر والتحرش والاغتصاب ، بالإضافة إلى العديد من الأبحاث التي أجرتها عن أوضاع المرأة والأسرة ويمكن أن تطول القائمة.
متى اكتشفت أن المجتمع يعامل النساء بشكل غير متكافؤ؟
إيمان: "درست الاقتصاد والعلوم السياسية بالجامعة الأمريكية ، وأثناء دراستي للماجستير والدكتوراة اهتممت بالدور الإجتماعي للنساء وكيف تستطيع المرأة إذا اتيحت لها الفرصة أن تبني شخصيتها بالتعليم والعمل وأن يكون لها صوت. وذلك ما لمس إنسانيتي ، فأنا أرفض الظلم والقهر وأنفره بشده ، وكان هذا وراء الدافع لتأسيسي جمعية نهوض وتنمية المرأة لتعليم وتدريب النساء وتوفير حياة كريمة لهن".
كيف يمكن تغيير الوضع للنساء؟.
إيمان بيبرس: "لدي نظرة إيجابية للمستقبل ، لقد قطعنا شوطا طويلا في سد الفجوة بين الرجل والمرأة. قبل خمسين عامًا كان المجتمع يحكم على النساء بممارسات تسلب حقوقهن الأساسية ، المرأة تهان في كل خطوة من حياتها بداية من الختان ، في فرص التعليم ، الفجوة في الحصول على عمل والأجر المنخفض الذي تحصل عليه ، ونادرًا ما يتم تمثيل المرأة في المناصب السياسية وحتى حياتها الإجتماعية الزواج-الطلاق لم يكن لها نصيب من التكريم الإنساني".
الدكتورة إيمان بيبرس مع المستفيدات من الجمعية |
احترامها للمجتمع وجدته عندما كانت طفلة ترافق والدتها إلى دور الأيتام ، وعرفت معنى العدالة عند استمعها إلى مشاكل الناس في البرنامج الإذاعي الشهير (ماذا تفعل لو كنت مكاني؟) لوالدها الصحفي ضياء الدين بيبرس.
تقول إيمان: "فلسفتي اكتسبتها من شعوري بالرضا لأنه أكبر نعمة في الحياة ، المهم أن أعمل فأنا لا أحب الكسل. لم يكن طريقي دائمًا سهلاً ، وبعد أكثر من 34 عامًا من الكفاح مازالت أعمل بنفس مجهود الشابات الصغيرات ، فأعيش الحياة واتطور معها ، وأومن بصدق بكل ما أقوم به وبأن الدين لله والوطن للجميع".
وفقًا لما تقوله الدكتورة إيمان بيبرس هناك إزدواجية في المعايير.
المجتمع ينظر للمرأة بإنها منبع الطاقة التي تعيد إنتاج المجتمع من جديد ، ثم يعاقبها بحرمانها من الترقي إذا حصلت على إجازة وضع ، وممكن أن تصبح عاطلة بسبب رعايتها للأطفال.
لكنها تريد أن تقف النساء على قدميها. تريد للمرأة أن تتحمل المسؤولية في عملها ومجتمعها ، وأن تجمع بين الأطفال والعمل إذا أرادت.
إيمان: "المجتمع والأعلام له دور في ترسيخ النمط التقليدي للنساء المتزوجات اللواتي عليهن البقاء في المنزل ورعاية الأطفال ، وإظهار المرأة العاملة بالمسترجلة أو المهملة في نفسها وأحيانًا أعطوا لها الشكل اللعوب ، وهذه هي النظرة الذكورية للمجتمع. المرأة هي قوة اقتصادية كبيرة فأكثر الأسر تعيلها النساء ، وعلينا أن نتركهن يعملن ويكسبن على قدم المساواة ، وهذا سيؤدي إلى محاربة الفقر بشكل حقيقي وفعال".
إيمان بيبرس شفافة بشأن رحلتها وأسلوب حياتها فهي امرأة تكافح وتنتصر.
رأينا إنجازتها في خروج قانون الجنسية لأطفال الأم المصرية المتزوجة من أجنبي ، ومساندتها في قانون التحرش ، ومواقفها الإيجابية مع المجلس القومي للمرأة في قضايا الاغتصاب التي أثيرت في الأونة الأخيرة ومنادتها لوقف الرجال عن ارتكاب الجرائم ضد النساء بحجة رؤيتها كعرض جنسي.
إيمان بيبرس: "معظم رجال اليوم مقصرون في حق النساء ، بل هم أسوء من نموذج سي السيد. لأن رجل الجيل الجديد يلعب دور الحامي المسيطر بحجة الغيرة عليها. لازالنا نجد آلاف الفتيات يتزوجن مبكًرا ، والمجتمع يعُلم المرأة الحرمان بالختان والجهل وعدم القدرة على ايجادة مهنة. وعلى الرجل أن يدرك أنه لم يعُد المحدد الوحيد للقيم الإجتماعية وعليه أن يقبل المرأة ويعطيها حريتها في الاختيار ؛ فالمرأة تعرف أن لها دور وأنها لن تعود تابعة".
ما هو مفهوم الزواج إذًا؟
إيمان: "العلاقة الزوجية تعني الاحترام أولاً ثم الأمان في الحب ، والتبادل الصادق لتوزيع الأدوار بين الطرفين فهم شركاء في الحياة لتكوين أسرة يسكن لها وتسكن إليه. لقد توفي زوجي بعد 25 عامًا من الزواج وكان يربطنا الحب والتفاهم والمرونة في التعامل وهذا غير موجود في الجيل الجديد الذي يبني زواجه على متطلبات مادية لن يكون لها قيمة إذا هدمت الأسرة. أنا أجد أنه علينا التمسك بالأخلاق الحميدة والتقاليد التي تعزز العلاقات والود بين الناس وتبني أسر متكاملة لها أساس متين".
ما الذي نريده نحن النساء؟.
إيمان بيبرس: "المرأة المصرية لها شخصيتها التي تصنع المجد بصبر وبدون كلل وفي كل عصر ، الملكة حتشبسوت عندما توفي زوجها لم تضعف بل ناضلت وانتصرت وقادت البلاد إلى الرخاء. وعلى الرغم من صعوبات الحياة اليوم ، لكني أشاهد الثقة في أعين الكثير من الشابات منهم مديرة مكتبي هناء ومساعداتي سما ورشا وغيرهم الكثيرات. أنا أريد أن تكون هناك مسؤولية متساوية للرجل والمرأة في العمل والضمان الإجتماعي وفي السياسة أيضًا. لدينا وزيرات ، ومجلس النواب به 27% من النائبات وأكثر الوزارات بها قيادات نسائية ، وهذا التطور المجتمعي لابد أن يصاحبه تعليم وتثقيف وتربية للمجتمع والمرأة بصفة خاصة. وإذا كان على المجتمع أن يحمي المرأة فعليه أن يحميها من العنف والأيذاء والاستغلال".
لا شك أن الدكتورة إيمان بيبرس هي قائدة بارزة في العمل الإجتماعي ، ومن خلال جمعيتها التي أسستها لنهوض وتنمية المرأة ، ساعدت الآف النساء والأسر على تحسين الظروف المعيشية المتدنية.
إيمان: "لا يمكن فصل مشاكل المرأة عن الأسرة ، والفقر هو أحد أسباب اضطهاد المرأة في المجتمع. وإذا تحسنت أوضعها تستطيع التعبير عن نفسها بصوت واضح ، فالكثير من النساء تشق طريقها وتعمل بشرف ولها كل الحق أن تختار لنفسها لتعيش حياتها بالشكل الطبيعي الذي يرضيها ، حتى لو كان اختيارها البقاء في المنزل وتربية الأطفال طالما كان هذا يسعدها ، ولم يفرضه عليها أحد ، وأنها لكي تربي أطفالها وتعيش حياتها باستقرار وأمان وكرامة يجب أن يشاركها الأب بدون أي قهر".
للتواصل مع جمعية نهوض وتنمية المرأة www.adew.org