الكاتب والروائي علاء فرغلي:
حوار أجرته ليلى سليم
الكاتب علاء فرغلي |
عندما يصف علاء فرغلي نفسه ، فهو شخص يشعر بالصدق تجاه ذاته. حتى لو كان يكتب عن الصحراء أو منطقة في قلب القاهرة القديمة ، فإن إحساسه مدفوع بالشعور بالأخر ومفتون بالإنسان المجهول.
في رواياتك تحدثت عن أماكن مجهولة نوعًا ما بالنسبة لنا ، ولديك لغة ثرية وحقائق تاريخية ، كيف لنا أن نتخيل كل ذلك ، هل بالبحث في المكتبات أم المعايشة والتجربة؟
علاء فرغلي: "ارتياد المكتبات ليست هواية جديدة بالنسبة لي بل تطورت معي منذ الطفولة ولم تتركني ابدًا طوال حياتي. بدأت بقراءة القصص والقراءات العامة ، وهذا ما نمّى بداخلي الرغبة في كتابة الخواطر وشعر الفصحى والقصص حتى صارت أسلوب حياة بالنسبة لي ، وما يجده القارئ في مؤلفاتي ، هو نتيجة تجربة طويلة مع الحياة".
هل تذكر أول قصة كتبتها؟
علاء فرغلي: "عندما كنت طالب في المرحلة الثانوية كان لي مجموعة من الأصدقاء وزملاء الدراسة ، كنا مختلفين في قدرتنا على التحصيل العلمي ، لكننا كنا منسجمين ، وكنت أبيع الرسائل الغرامية لهم ليرسلوها إلى فتياتهم ، حتى اوفر المال للخروجات. اتذكر أن أول قصة كتبتها كانت لأخ وأخته افترقا بسبب حادثة قطار ، وقد سامحني معلم الرياضيات بعد أن قرأ قصتي ، وأنا اعتبر هذه أول مكأفاة لي".
ولد علاء فرغلي عام 1976 وتخرج في كلية الأداب. نشرت له روايتان "خيرالله الجبل" و "وادي الدوم". أسلوبه الروائي مزيج من الواقع والخيال الممزوج بالأحداث التاريخية. كأن المؤلف يريد أن يستمتع ويحرك واقع الحياة بروايته التي لا يتردد عند كتابتها بالبحث في علم الجغرافيا ، حتى أنه يسافر إلى أغرب الأماكن ليشعر بها عن قرب.
علاء: "أنا أفكر دائمًا في الأماكن ، وفي روايتي يتملكني الإحساس بالموقع فنحن على مسافة قريبة من أماكن هي مجهولة لنا. وقبل البدء في الكتابة ابحث جيدًا عن مكان أكتب عنه ، وأزور أماكن مشابهة له ، وأرى الأدوات التي يستخدمها الناس لكنها كلها مجرد طرق للوصول إلى الفكرة ، والأدب هو جسر ناقل للثقافات. أنا بالفعل أتأثر بعد إنتهاء الرواية ، لأني كنت في حالة معيشة مع القصة لفترة طويلة"
رواية وادي الدوم الفائزة بالمركز الآول في مسابقة نجيب محفوظ من المجلس الأعلى للثقافة 2021- للكاتب علاء فرغلي |
في عام 2017 حصلتُ روايتك (خير الله الجبل) على جائزة ساوريس الثقافية عن أفضل عمل أدبي ، بناء هذه الرواية هو أقرب للواقعية الذي فتح لنا آفاق جديدة للنفس الإنسانية. هل هذا لأن مثلك الأعلى: نجيب محفوظ؟
علاء فرغلي: "أنا أحب أسلوب الكاتب الكبير نجيب محفوظ وغارسيا ماركيز. لكن الدافع الأول في رواياتي هو الإنسان الذي يعيش على الهامش ، الذي تصوره الدرما عادةً على أنه شخص بلا تأثير ، وأنا أحب أن اكتب عنه بشكل إنساني به من الضعف ما يكفي ليحوله إلى قوة تجعله يكافح كل السلبيات التي تحيط به"
ما الذي لا يعرفه قرائك عنك؟
علاء: "ربما لا يعرفون أنني ملاكم قديم ، حصلت على بطولات في مرحلتي الإعدادية والثانوية ، ولكن هناك دائمًا تعارض بين التفوق في النشاط الرياضي والذهني معًا بشكل احترافي ، وعندما التحقت بالجامعة أخذت العديد من الجوائز عن كتابة شعر الفصحى. صحيح أني توقفت عن ممارسة الرياضة ، لكني لم أتوقف عن القراءة أبدًا".
ما هو السر وراء نجاح أعمالك؟
علاء: "أنا مؤمن بمقولة نابليون -(لن يذهب بعيدًا من يعرف مسبقًا أين وجهته)- قبل نشر أي عمل لي أفكر جيدًا في الأحداث وأتمسك باللغة وروح النص والفكرة الأساسية ، وعندما أمسك فكرة الرواية لا أعرف كيف ستنتهي بي الأحداث ، لأن الازمات بين الأبطال حتمًا تؤثّر كل منها في الآخرى. الرواية هي عمل أدبي قائم على التفكير والوعي. لذا الصبر على أي عمل هو ما يجعله ناضج ومكتمل ، وهذا ما سمح لي بالظهور وذيع صيتي في الوسط الأدبي".
عندما حصلت على الجوائز والتقدير هل لايزال النقد مهم بالنسبة لك؟
علاء فرغلي: "النقد مؤثر جدًا في حياة الأديب ، وحتى الآن يشيد النقاد بكتاباتي ، أنا أريد دائما تقديم شيء قيم ، وأكثر شيء أحبه في رواياتي حوارات كبار السن ، لأنها حوارات كاشفة فيها من الحكمة وخفة الدم والجرأة والخبرة ومعايشة تجارب الآخرين. أحيانًا معرفة حقائق الأمور لايهم ، لكن المهم التمسك بالمبدأ الذي تعيش من أجله ولا تساوم عليه".