مصممة الأزياء "زي"
(أحب العمل على الأشياء التي تحمل معنى ولها أصالة تاريخية)
ـــــــــــــــ
حديث أجرته ليلى سليم
سافرت "زي" المصممة والفنانة البصرية لعدة دول ، لتبحث هناك عن الجمال والثقافات ، ثم وجدت لنفسها رؤية جمعت بين المرأة الجميلة والغامضة.
لكن إذا رأيت نماذجها المبتكرة للأزياء الدارمية ستعرف مدى دقتها ورقي أسلوبها.
زي: "الموضة والتصاميم جزء لا يتجزأ من هوية الحضارات ، وأرى أن المرأة هي المرأة في كل زمان ومكان. لذا من المهم بالنسبة لي أن أقدم أسلوب مختلف للموضة ، سواء كانت هذه المرأة أنيقة أو قوية أو غير تقليدية".
متى بدأتي الاهتمام بالخياطة؟
زي: "تربيت بين عائلة شغوفة بالهندسة المعمارية والفن والموضة. والدي مهندس معماري له أسلوبه ووالدتي مهندسة ديكور ولديها ذوق رفيع. ولي جدتان رائعتان واحدة منهم تحب الخياطة والتفصيل والثانية تجيد فن الكروشية. عائلتي علمتني الجمال واتقان العمل وأن احترم كل جزء صغير وكبير في شغلي وانفذه بكل دقة لأن هذه الفروقات تظهر الجودة والذوق الرفيع والأسلوب الراقي".
أكّدت "زي" موهبتها بدراسة السينوغرافيا للمسرح والسينما بكلية الفنون الجميلة ، تبعتها بدبلومة في تصميم الأزياء ثم دراسة الإخراج الإبداعي في باريس. لكنها تفضل تصميم الأزياء الدرامية التي تروي القصص.
لماذا اخترتي تصميم أزياء المسرح والسينما؟
زي: "هناك الكثير من القصص التي تعيش بداخلي منذ طفولتي اتذكر أنني كنت اجمع المجلات والكتب وأصنع من أقاصيص القماش والخيوط شيء جديد ، وعندما تقع عيني بشكل عفوي على الأزار والريش والأشياء القديمة اتأثر بهم وأتخيل كيف يمكن أن أعيد لهم الحيوية وكيف أجعل لهم مستقبل؟ واعتبرت قدرتي على أبتكار شيء جديد من قطع قديمة هو بمثابة تحدي كبير. واعتقد أن كل هذا جعلني أتخيل الأشياء بطريقة غير تلقيدية".
الفنانة مريم الخشت - أزياء "زي" |
ينقلك ذوق "زي" في الملابس إلى الإحساس بالقوة الداخلية والشعور بالاختلاف. مثل اختيارها لأزياء الفنانة تارا عماد التي تحمل أسلوب الفتاة الغامضة ، وملابس النجمة رانيا يوسف التي تعبر عن المرأة الجريئة ، والفستان الأسود القصير المصنوع بالكامل من الدنتيل والذي يجسد قوة المرأة.
هل من السهل تحويل العمل الدرامي إلى ملابس؟
زي: "الأزياء الدرامية تحتاج إلى مجهود أكبر لأنها تحكي قصة عن منطقة جغرافية وفترة زمنية معينة. وقبل أن أبدأ في تصميم القطعة التي تناسب الفيلم أو الإعلان يجب أن أقرا الكتب التي تتحدث عن هذه الفترة من التاريخ ، وادرس شكل الناس وتفاصيل كل مكانة اجتماعية من الأزياء ، المكياج ، الإكسسوارات ، تسريحات الشعر والألوان وغيرها".
فيلم حدائق بابل بطولة بطولة تارا عماد وفراس سعيد وماجد مكاوي للمخرم كريم الرملي- أزياء "زي" |
ظهر أسلوب "زي" المتميز في إعلانات شركات كبرى مثل كوكاكولا ، حليب نيدو مع النجم ماجد الكدواني وإعلان موبينيل (علشان لازم نكون مع بعض) وغيرها. بالإضافة إلى الأغاني المصورة (فيديو كليب الغجرية لمنة حسين وكليب شارموفرز - خمسة سانتي وغيرهم).
ما هي أول قطعة تنكرية قمتي بتصميمها؟
زي: "أتذكر أول زي درامي صممته كان لفيديو كليب لأحد الدول الأوروبية. عندما اختارتني شركة الانتاج لتنفيذ نموذج على شكل حشرة الصرصور. كان أمامي فترة قصيرة جدًا لتنفيذ الموديل فقمت على الفور ببناء الهيكل وثبت الأشواك صغيرة لكل شعرة ولصقت تراكيب الجسم والأجنحة ورسمت الجزء الخلفي من الرأس ولضيق الوقت وضعت على الوجه قناع دارث فيدير. احتاج مني العمل على هذا النموذج مجهود كبير جعلني لا أنام لمدة خمس أيام متواصة حتى انتهيت من تنفيذه".
حصلت "زي" مؤخرًا على أربعة جوائز دولية لأفضل تصميم أزياء للأفلام - جائزة الإنجاز المتميز في (تصميم الأزياء) من مهرجان الأفلام المستقلة - جائزة أفضل تصميم أزياء لفيلم قصير من فلورنسا - جائزة مهرجان IndieX وجائزة نيويورك للأفلام الدولية عن الفيلم القصير (حدائق بابل بطولة تارا عماد).
زي: "تاريخ الحضارة العراقية القديمة وجمال حدائق بابل جعلني أعيد تفسير الملابس على طريقة القديمة ، لكن الفيلم يحكي عن عائلة ثرية تحدث بينهم خلافات على السلطة والمادة. لذا صممت العباءات التي توحي بالاسترخاء والراحة والتي تحمل في نفس الوقت الطابع الملوكي. اخترت اللون الأسود والرمادي مع الذهبي والأحمر لتعزيز الإحساس بالسيطرة والغضب واللون الأبيض الذي يوحي بالنبل والنقاء. وأعتقد أن كل من يشاهد الفيلم بوعي أو لا شعوريًا يتأثر بشكل الحياة في بابل قديمًا ويشعر باتصال جديد بينه وبين حدائق بابل أحد عجائب الدنيا".
ما هي قطع الملابس التي تحبين ارتدائها معظم الوقت؟
زي: "أحاول دائمًا الحصول على الأقل لأنني أعتقد أن القليل هو الأفضل واحتفظ فقط بما هو مناسب بالنسبة لي وما استطيع ارتدئه أكثر من مرة ، فأنا من محبي الأسلوب المريح الذي لا يحتاج إلى مجهود. لا أعتقد أن خزانة ملابسي مليئة بالألوان الصارخة والقطع المبهرجة ، لكن من يفتح دولابي سيجد تشكيلة حلوة من الألوان المحايدة مثل الكحلي والأسود والرمادي والأبيض والكاكي وبعض القطع الكلاسيكية التي يمكن أن استخدامها في أكثر من مناسبة".
تركز "زي" حاليًا على مشروعين: الأول تصميم الأزياء الدرامية للمسرح والسنيما ، وثانيًا ورش الخياطة التي تعلم أساسيات تصميم الأزياء وإعادة تطوير الملابس.
زي: "أحب المساعدة واريد أن يهتم الناس بحماية البيئة من التلوث بسبب صناعة الأزياء. عندما سافرت إلى الهند ورأيت حرص الناس هناك على استعمال الورق بدلاً من أكياس البلاستيك قررت عمل حملة توعية (كفاية بلاستيك) للحفاظ على البيئة. ثم بعدها عملت نماذج الدبابيس المصنوع من مواد معاد تدويرها ، ولم اتردد عندما طُلب مني تعليم أطفال الشوارع الأعمال اليدوية والآن أعمل على ورشة تدريبة تعلم على إعادة تطوير الملابس القديمة لتكون قطع جديدة جميلة ومتقنة الصنع يمكن ارتداؤها أو بيعها".
لماذا "زي" مختلفة وجريئة؟
زي: "أنا لا انظر إلى نفسي كثيرًا ، ولكن كإنسانة اكتشف كل فترة أن هناك شيئًا بداخلي يعطي معنى وسبب لوجودي في هذه الحياة واريد أن اترك ورائي شيء مميز ومفيد. واعتقد أن التصاميم التي انفذها ، لديها نفس الرسالة ونفس الثقة والتفاؤل الذي اريد أن يكون موجود في هذا العالم".