لماذا يهرب النرجسي ولماذا لا يجب عليك مطاردته أبدًا؟
ـــــــــــ
بقلم: ليلى سليم
لماذا يهرب النرجسي عند رؤيتك في نفس المكان؟ |
لماذا يهرب النرجسي ولا يريد البقاء معك في مكان واحد؟ وكأن وجودك يثقل كاهله، ولماذا لا يوافق على حل الأمور المعلقة بينكم أو الرضوخ للجلسات العرفية؟ وإلى متى سيترك وراءه تساؤلات وجرح عميق وآلام لا تُنسى.
هروب النرجسي ظاهرة شائعة في العلاقات
هروب النرجسي كلما ظهرت في مكان يسبب الشعور بالحيرة والألم والارتباك لدى الطرف الآخر، وكلما حاولت جاهدًا فهم سلوكه، والبحث عن مبررات لتصرفاته، لكن كل ما تتوصل إليه هو المزيد من الحيرة والأسئلة.
في الأساس، من السهل الإجابة على تسؤلاتك: هناك العديد من الأسباب المحتملة وراء هروب النرجسي منك وعدم رغبته في البقاء معك في مكان واحد، لأن هذا سلوك مميز لأي شخص يعاني من اضطراب الشخصية النرجسية. سوف ترى هذا التصرف بوضوح عندما يتجنب النرجسي أشخاص معينة ومواقف تعرض صورته الذاتية للتهديد أو تكشف عن ضعفه الداخلي.
أسباب هروب النرجسي:
النرجسي معروف بشخصيته المعقدة وصعوبة التعامل معه، خاصةً في العلاقات العاطفية.
لذا يهرب النرجسي عندما تدافع عن نفسك وتسيء إليه، فلماذا يبقى ويتعرض للإيذاء؟ خاصة من شخص لا يفكر في مراعاة شعوره مثلما تفعل معه.
في هذه اللحظة لن يريد النرجسي التواصل معك ولن يحتاج إليك، وعندما تتوسل وتحاول حث النرجسي على إظهار اي رد فعل أو بغرض الجلسات العرفية، فأن محاولاتك المستمرة للتواصل تبدو سخيفة بالنسبة له وسيحرص على عدم احترامك بالتجاهل.
إن عدم الاحترام المتكرر سوف يجعلك عرضة للمشاعر الدونية، مما يجعلك ترضخ لشروط النرجسي - خصوصُا إذا خذلك الجميع في الجلسات العرفية.
فما هي أسباب هروب النرجسي من العلاقة؟
- الخوف من المواجهة:
يخاف النرجسي من المواجهة، خاصةً إذا كان قد أساء إليكِ في الماضي أو أخطئ في حقك وأن الوقت قد حان لتحمل نتيجة أفعاله الخبيثة. لكنه لا يتحمل اللوم أو النقد، لذلك يفضل الهروب من أي موقف يُمكن أن يُسبب له الإحراج أو الشعور بالذنب.
- الحفاظ على صورته الذاتية:
يسعى النرجسي دائمًا إلى الحفاظ على صورته الذاتية المُتضخمة وإظهار نفسه أنه "مشغول" أو "غير متاح" أو "غير مهتم". فهو يعتقد أن رؤيتك له ستجعله يبدو ضعيف أو متاح لك، وهذا ما يتعارض مع شعوره بالأهمية الذاتية المُبالغ فيها.
- الشعور بالتهديد:
قد يشعر النرجسي بالتهديد من وجودك، خاصةً إذا كنت شخص قوي ومستقل أو إذا كنت قد أصبحت أكثر ثقة بالنفس بعد إنهاء علاقتك معه.
- فقدان الاهتمام:
عندما يجد النرجسي مصدرًا جديدًا للإعجاب أو الإثارة. في هذا الوقت لن يريد رؤيتك حتى لا تذكّره بمشاعرك أو احتياجاتك، وهو ما لا يريد التعامل مع أي شيء يشتت تركيزه في الوقت الحالي.
- الشعور بالملل:
يملّ النرجسي بسهولة من العلاقات حتى لو كانت علاقة قوية ومثالية، وحتى لو لم تكن العلاقة قد انتهت رسميًا، فهو يضع رغباته واحتياجاته أولاً وعندما يشعر بالملل منك سوف يبدأ بالبحث عن شخصية جديدة تجدد كيانه.
لماذا يرفض النرجسي حل الأمور المعلقة أو الرضوخ للجلسات العرفية؟
- التحكم والمقاومة:
النرجسي يحب أن يكون هو المتحكم دائمًا في كل شيء، ولا يحب التنازل أو الرضوخ لطلبات الآخرين. ويرفض بشدة حل الأمور المعلقة والمشاكل بل يسعى لتصعيدها. فهو يشعر أن حل المشاكل أو إنتهائها، فأن ذلك يعني الاعتراف بعيوبه وأن تصرفاته الأنانية كانت سبب المشاكل، وهذا يزيد إحساسه بالعار لأنه سينكشف أمام الجميع، وسيفكر أن كل ما يؤمن به ومعتقداته في الحياة غير صحيحة وهو لن يعترف أبدًا بخطئه، لذا سيترك كل شيء معلق.
- الخوف من التغيير:
يخاف النرجسي من التغيير، ويفضل البقاء على الروتين وعلى الوضع كما هو وبالطريقة التي يرتاح عليها. لذا يرفض الرضوخ للجلسات العرفية إلا إذا كانت الجلسة مرتبة مسبقًا على طريقته بمعنى أنه سيكون أقوى شخص بالجلسة. لأنه يخشى أن يجبره من هو أقوى منه في هذه الجلسات على تغيير سلوكه أو التنازل عن بعض مطالبه.
- الشعور بالضعف:
يشعر النرجسي بالضعف أو الإهانة إذا رضخ لحل الأمور المعلقة أو وافق على الجلسات العرفية. فهو يربط هذه التصرفات بـ فقدانه للشعور بالقوة والسيطرة.