11 أسباب وراء إخفاء الرجال لمشاعرهم
هل تساءلت يومًا لماذا يجد بعض الرجال صعوبة في التعبير عن مشاعرهم؟ اكتشف الأسباب الحقيقية وراء هذه الظاهرة وكيفية التعامل معها.
ــــــــــــ
بقلم: ليلى سليم
هل تعرف شخصًا يخفي مشاعره؟ قد يكون هناك أسباب عميقة وراء ذلك. |
الكثير من الرجال لا يزالون يجدون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم بصراحة، ويجدون جاذبيتهم في صورة الرجل الناجح والثري والقوي الذي يكتم مشاعره. على الرغم أننا اليوم أصبحنا نتقبل الرجل الاجتماعي المتسامح الذي يستطيع الاحتواء أكثر من الرجل العدواني الذي يتباهى بذكوريته.
لماذا لا يستطيع الرجال التعبير عن مشاعرهم؟
في الواقع هناك مجموعة من الأسباب والعوامل النفسية والاجتماعية والثقافية التي تؤثر على سلوك الرجال. لذا كتبت لكم بعض من هذه الظاهرة، وبالتحديد 11 سبب قد تفاجئك عن لماذا يخفي الرجال مشاعرهم.
1. الخوف من الحكم عليهم:
أفكار مجتمعنا الحديثة مازالت تدعم صورة الرجل الأبوي المسيطر الذي يتحكم بكل شيء. لذا يخشى الكثير من الرجال أن ينظر إليهم على أنهم ضعفاء أو أقل رجولة إذا ما عبروا عن مشاعرهم بحرية. لأن مشاعره تهز الصورة النمطية للرجل الصلب الذي لا يظهر أي ضعف أو عاطفة، مما يجعل الرجال يترددون في البوح بمشاعرهم خوفًا من النقد أو السخرية.
2. الرغبة في الظهور بمظهر القوي:
الرجال يبحثون أولا عن المال أو المكانة ويعتبرون الحب شيء لا يفيد. هذا بسبب ارتباط مفهوم الرجولة في ثقافة مجتمعنا العربي بالصرامة والعدوانية، ويعتقد بعض الرجال أن إخفاء مشاعرهم هو وسيلة لإظهار كم هو جبار وقادر على تحقيق المستحيل. لذا، يخشون أن ينظر إليهم على أنهم أقل جاذبية أو غير قادرين على تحمل المسؤولية إذا ما أظهروا مشاعرهم الحقيقية.
3. نقص الوعي العاطفي:
أغلب الرجال يحب توفير طاقته للأشياء التي يستحوذ عليها، ولكن بعضهم على الأغلب لا يكون على دراية كاملة بمشاعرهم الخاصة، أو طرق التعبير عنها بطريقة صحية. قد يعود ذلك إلى نقص الوعي العاطفي، أو عدم تلقي الدعم والتشجيع اللازمين للتعبير عن مشاعرهم في مرحلة الصغر والمراهقة.
4. الخوف من الرفض:
يقال أن لا شيء أسهل من الحب، مع ذلك يمكن أن يكون التعبير عن المشاعر تجربة مخيفة لبعض الرجال، خصوصًا إذا كانت هناك تجارب سابقة من الرفض أو عدم التقبل. يشعر بعض الرجال بالعار والإحساس بالذنب عندما يتم رفضهم أو ينفصلوا بعد ما أظهروا ضعفهم أو احتياجاتهم العاطفية.
5. التربية الأسرية التي تعلم كبت المشاعر:
غالبًا ما يتعلم الرجال منذ الصغر كبت مشاعرهم والتصرف "برجولة" من خلال إخفاء أي علامات الضعف أو الحزن. والكثير من العائلات والمجتمعات تعزز هذه القيم وتقدسها، مما يجعل الرجال يعتقدون أن التعبير عن المشاعر هو سلوك غير مقبول أو غير لائق.
6. عدم الرغبة في إثقال الآخرين بالمشاكل:
يفضل بعض الرجال تحمل أعبائهم وكتم مشاكلهم العاطفية بدلًا من مشاركتها مع الآخرين وإثقالهم بهمومهم. قد يكون هذا نابعًا من رغبتهم في حماية أحبائهم من القلق، أو من شعورهم بالمسؤولية تجاههم.
7. الخوف من الوقوع تحت سيطرة المحبوب:
يربط بعض الرجال التعبير عن المشاعر بالإحساس بالعجز وتشتيت انتباهم وفقدان السيطرة على أنفسهم أو على الموقف. يعتقدون أن إظهار مشاعرهم سيجعلهم عرضة للانتقاد أو الاستغلال، أو أنهم سيبدون أقل قوة وثقة.
8. التجارب السلبية السابقة:
إذا تعرض الرجل لتجارب سلبية في الماضي عند محاولته التعبير عن مشاعره، مثل السخرية أو التجاهل أو عدم الفهم، فقد يصبح خجول ومتردد في البوح بمشاعره في المستقبل.
9. الضغط ليكونوا هم الأبطال:
في العديد من العلاقات، يتوقع من الرجل أن يكون هو الشخص البطل الذي يعتمد عليه الآخرون، والذي يستطيع تحمل المسؤولية وحل المشاكل دون إظهار أي ضعف. هذا الضغط يمكن أن يدفع الرجال إلى إخفاء مشاعرهم الحقيقية للحفاظ على هذه الصورة.
10. الرغبة في تجنب المشاكل:
يفضل بعض الرجال تجنب أي مواجهة أو مشاكل محتملة، خصوصًا إذا كان الرجل قد تعرض للمشاكل الأسرية بسبب انفصال والديه أو أحد أفراد أسرته، حينها يعتقد أن التعبير عن مشاعره قد يؤدي إلى خلافات أو توتر في علاقاته.
11. توجيه اللوم للمرأة:
يدفع المجتمع الرجال إلى توجيه اللوم إلى المرأة بدل من راعيتها والدفاع عنها، وترسخ بعض الثقافات فكرة أن الرجال يجب أن يكونوا متحفظين عاطفيًا، وأن إظهار المشاعر هو سلوك أنثوي. نتيجة لذلك، قد يقهر الرجل المرأة التي تعبر عن مشاعرها وفي نفس الوقت يخفي بعض الرجال مشاعرهم لمجرد أنهم يعتقدون أن هذا هو السلوك المتوقع منهم.
تأثير كبت المشاعر على الرجال:
- يؤدي كبت المشاعر إلى تراكم الضغط النفسي والشعور بالقلق والاكتئاب.
- يمكن أن يؤثر سلبًا على العلاقات الشخصية والاجتماعية، حيث يصبح التواصل أكثر صعوبة.
- في بعض الأحيان تظهر بعض المشاكل الصحية الجسدية، مثل أمراض القلب وضغط الدم.
نصائح لتشجيع الرجال على التعبير عن مشاعرهم:
- من المهم خلق بيئة تشجع الرجال على التعبير عن مشاعرهم دون خوف من الحكم عليهم أو السخرية منهم.
- يجب نشر الوعي بأهمية الصحة النفسية للرجال، وتشجيعهم على طلب المساعدة والدعم عند الحاجة.
- تحدي الصورة النمطية عن الرجولة التي تربطها بالقوة وكبت المشاعر، والتأكيد على أن التعبير عن المشاعر هو سلوك صحي وإيجابي.
- تشجيع الرجال على تعلم مهارات التواصل الفعال للتعبير عن مشاعرهم واحتياجاتهم بطريقة صحية وبناءة.
فهم الأسباب التي تجعل الرجال يخفون مشاعرهم هو خطوة أساسية نحو بناء علاقات أكثر صحة وسعادة. من خلال التوعية بهذه الأسباب وتشجيع الرجال على الانفتاح والتعبير عن أنفسهم، نستطيع خلق مجتمع أكثر تفهمًا ودعمًا للصحة النفسية للجميع.
أقرأ أيضًا على موقع لارسا: